رحمة حبيبنا بالخدم والعبيد
تجلّت مظاهر رحمته صلّى الله عليه وسلّم بالخدم والعبيد، أن جعل لهم حقوقًا وأمر بالرِّفق بهم، بل وحثّ على تحرير العبيد من رقّهم.
ولقد اهتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالعبيد في حياته وأوصى بهم خيرًا حين موته، فعن عليّ رضي الله عنه قال: ''كان آخر كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة الصّلاة، اتّقوا الله فيما ملكت أيمانكم'' أخرجه أحمد. وحذّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من ضرب العبد أو إيذائه، فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: ''كنت أضرب غلامًا لي، فسمعتُ مِنْ خَلْفِي صوتًا: اعلم أبا مسعود: لله أَقدر عليك منك عليه، فالتفت فإذا هو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله. فقال: أما إنّك لو لم تفعل للفحتك النّار أَو لمستك النّار'' رواه مسلم.
بل حضّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على المعاملة الحسنة لهم، حتّى في الألفاظ والتعبيرات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلّكم عبيد الله، وكلّ نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي'' رواه مسلم.
وجعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كفّارة ضرب العبد عتقه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''.. مَن لطم مملوكه أو ضربه فكفّارته أن يعتقه'' رواه مسلم. كما نهى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن تكليف العبيد والخدم بأعمال شاقة تفوق طاقتهم، أو الدعاء عليهم، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم'' رواه البخاري.